مقال القائد | ظهر النفوذ العالمي لدوري روشن السعودي في أكتوبر

عاش وليام تروست إيكونغ أجواء رائعة في شهر أكتوبر مع ناديه الخلود ومنتخب بلاده نيجيريا

أهلًا بكم في مقال شهر أكتوبر لقائد منتخب نيجيريا وفريق الخلود ويليام تروست إيكونغ، عبر موقع رابطة الدوري السعودي للمحترفين. ويكتب تروست إيكونغ، شهريًا عبر الموقع، ضمن نخبة الكتاب.. فإلى مقاله:

جاء شهر أكتوبر يمنحنا شعورًا متجددًا بالتفاؤل والثقة؛ سواء على المستوى الدولي أو المحلي. وتقدمت نيجيريا إلى الملحق (البلاي أوف) في تصفيات كأس العالم، مما أبقى أحلامنا قائمة في طريقنا إلى مونديال 2026.

وكانت العودة إلى جنوب أفريقيا لمواجهة منتخب ليسوتو فرصة مثالية للتعويض. ونجحت في تحويل ركلة جزاء إلى هدف لأخذ زمام المبادرة، وواصلنا الفوز بنتيجة 2–1.

وجاء المشهد الحقيقي، في مباراة التصفيات الثانية والأخيرة. في مواجهة الهاتريك للاعب فيكتور أوسيمين ضد منتخب بنين الذي لعب بجدية من أجل الدفاع عن صدارته. وأعادت تلك المواجهة إحياء أمل الأمة.

وفي تلك الأثناء، خاضت جنوب أفريقيا، بقيادة موهاو نكوتا لاعب الاتفاق مباراتهم الأخيرة ضد رواندا، وكان ذلك يعني أننا بحاجة إلى هدف رابع لنتجاوز بنين إلى المركز الثاني ونضمن مكاناً في الدور نصف النهائي الإقصائي.

واشتعل الملعب عندما تمت المهمة بتسديدة فرانك أونيكا في اللحظات الأخيرة المهمة. لقد كان أداءً جماعياً أشعرني بالفخر، لما فيه من تذكير بالموهبة، والمرونة، وكل ما يبعث على الفخر بامتيازات كرة القدم النيجيرية.

ويجب أن تذهب تهنئة كبيرة أيضاً للمنتخب الوطني السعودي بعد تأمين تذكرته لكأس العالم 2026، مسجلاً ظهوره السابع في المونديال. وألهم إنجاز تأهل "الصقور الخضر" الأمة المهووسة بكرة القدم وتطوير المواهب المحلية. وذلك شغف أدركه جيدًا في جميع أنحاء أفريقيا، وليس نيجيريا، فحسب.

وعلى الرغم من أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، إلا أنني آمل أن أتمكن أنا وزملائي في منتخبنا الوطني من أخذ الإلهام من إنجاز السعودية والتنافس معهم وجهاً لوجه على الساحة العالمية الصيف المقبل.

احتفال لاعبي المنتخب السعودي من أرض الملعب بعد ضمان التأهل إلى نهائيات العالم 2026

احتفال لاعبي المنتخب السعودي من أرض الملعب بعد ضمان التأهل إلى نهائيات العالم 2026

تركيز مع الخلود

لم أملك وقتًا طويلًا للاحتفال، فانطلقت مع استمرار الأدرينالين في جسدي، في رحلة عبر القارات من ثلاثة أجزاء في صباح الأربعاء الباكر. وبحلول مساء الجمعة، كنتُ قد عدتُ إلى الخلود حيث أوشكت مواجهة الصاعد حديثاً النجمة.

وقدمنا انتصاراً ساحقاً بنتيجة 5–1 بأداء عزز بدايتنا الإيجابية للدوري؛ رغمًا عن التحول السريع بعد فترة التوقف الدولية. ولقد واصلنا البناء على الثقة بالنفس التي تُميز هذا الفريق والثقافة القوية التي تُشكل نادياً طموحاً، حيث يستثمر الجميع نقاط قوتهم ويدعمون بعضهم البعض.

يعيد تروست إيكونغ النجاح الذي حققه الخلود حتى الآن إلى روح العائلة السائدة في النادي

يعيد تروست إيكونغ النجاح الذي حققه الخلود حتى الآن إلى روح "العائلة" السائدة في النادي

شخصياً، أكن احترامًا كبيرًا لزميلي في الفريق شاكيل بيناس، فبعد أن وصلتُ إلى المملكة العربية السعودية قبل يوم واحد من المباراة، كان هو مسافرًا طوال الليل وانضم إلينا في صباح يوم المباراة مباشرة بعد قيادة سورينام خارج أرضها في بنما.

وصمدنا بقوة، مع عدم إغفال التحديات التي واجهها النجمة أيضاً. لكن اللاعبون الذين بقوا في الرس وتدربوا خلال فترة التوقف، تقدموا لتحمل المسؤولية، فأحدثوا الموازنة الهائلة في الفريق الهجين، بين من أتعبهم السفر، ومن قدموا عرضًا مليئًا بالطاقة.

وكان الأداء في لقاء النجمة دليلاً على الثقة، والاحترافية، والوحدة التي تجعل هذه المجموعة تبدو أقرب إلى العائلة. وكنا نهدف إلى أربعة انتصارات متتالية في الدوري، لكن هزيمتنا أمام الرياض أنهت تلك السلسلة.

ومع ذلك، فإن التقدم الذي أحرزناه كنادٍ مقارنة بالموسم الماضي يملؤني بالثقة. ابتداء من ملكية جديدة ومرافق محسنة إلى شعور أقوى بالاتجاه الواضح داخل وخارج الملعب، فالخلود يتطور في كل مجال.

وغالباً ما أذكّر نفسي وزملائي بأن التقدم ليس دائماً عموديًا. فالأهم هو الاتساق، والثقة، والثقافة التي نبنيها معاً. وتلك ثقافة أثق باستمرارها في دفعنا إلى الأمام.

إن دوري روشن السعودي، ماراثون لا يمكن فهمه إلا من خلال الخبرة. ويبقى تركيزنا على تحسين عملية لعبنا، دون الانجرار وراء النتائج، إيجابية كانت أم سلبية.

ولدينا الآن فرصة جديدة للعودة في دور الـ 16 من كأس الملك، بديربي القصيم الذي يشهد مواجهتنا للنجمة مرة أخرى يوم الاثنين.

وليام تروست إيكونغ خلال مشاركته في مباراة الرياض

وليام تروست إيكونغ خلال مشاركته في مباراة الرياض

الضوء العالمي على الدوري

أظهر شهر أكتوبر النفوذ الدولي المتنامي للدوري. وكما قلت مرارًا عن القوة الكبرى للدوري السعودي، إن ما يجعله مثيراً للغاية يتجسد في اختلافاتِه.

ولا تخشَ الأندية هنا تجربة أساليب جديدة للتواصل مع الجماهير العالمية. وأشركت الجماهير بطرق جديدة ومبتكرة تسد الفجوة بين الثقافات والأجيال من الشرق إلى الغرب، وتبقى ذات صلة بالثقافة الشعبية.

وظهر ذلك الأمر بشكل مثالي في وقت سابق من الشهر خلال انتصار النصر 5–1 على الفتح، عندما انضم نجم يوتيوب الشهير IShowSpeed للاحتفالات بتسجيل كريستيانو رونالدو هدفه الـ 800 في مسيرته الكروية على مستوى الأندية.

كانت تلك اللحظة، وهو يقود الطبول ويحشد الجمهور، قد انتشرت انتشاراً واسعاً ووصلت إلى ملايين المشاهدين في جميع أنحاء العالم. وما يثير الدهشة ليس فقط الاهتمام العالمي، بل كيف يفهم الدوري السعودي للمحترفين وأنديته قوة مزج كرة القدم، والثقافة، والترفيه بطريقة تبدو فريدة من نوعها.

وتسلط هذه اللحظات الضوء على المدى الذي وصل إليه الدوري، وكيف يستمر في إلهام وترفيه الجماهير في كل مكان. واللعب في مثل هذه البيئة المتقدمة أمر مثير لأنه لا يمكنك أبداً أن تتوقع ما سيحدث بالضبط!

يرى تروست إيكونغ أن التنوع والاختلاف أبرز ما يحعل دوري روشن السعودي مثيرًا

يرى تروست إيكونغ أن التنوع والاختلاف أبرز ما يحعل دوري روشن السعودي مثيرًا

التطلع إلى الأمام

بينما نختتم شهر أكتوبر، أعتقد حقاً أننا نضع أساساً قوياً للموسم المقبل. وتتنامى ثقة الفريق، وتتضح هويتنا مع كل مباراة، والطاقة المحيطة بالخلود، أمر استثنائي، سواء داخل وخارج الملعب.

ولا يزال أمامنا طريق طويل؛ لكنه مثير حقًا. وأتطلع إلى مشاركتكم التجربة، بما في ذلك لحظات الصعود والهبوط الحتميين. ومتحمس أيضًا لتقديم نظرة أقرب ليس فقط على كرة القدم نفسها، بل على الأشخاص، واللحظات، والقصص التي تشكل اللعبة هنا في المملكة العربية السعودية.

لذا ابقوا متابعين، وإن كنتم هنا للمرة الأولى، فتابعوا لمشاهدة جميع فعاليات دوري روشن السعودي في الشهر المقبل.

أتطلع إلى أن تكونوا هنا في مقالي القادم.

 

ويليام تروست إيكونغ

نبذة عن الكاتب

تروست إيكونغ، قائد منتخب نيجيريا وفريق الخلود. ولد في هارلم الهولندية مطلع سبتمبر 1993. ومثل العديد من الأندية في المسابقات الهولندية والإنجليزية والإيطالية واليونانية، ثم انتقل لدوري روشن السعودي منذ 2024-2025.