أهلًا بكم في مقال شهر سبتمبر لقائد منتخب نيجيريا وفريق الخلود ويليام تروست إيكونغ، عبر موقع رابطة الدوري السعودي للمحترفين. ويكتب تروست إيكونغ، شهريًا عبر الموقع، ضمن نخبة الكتاب.. فإلى مقاله:
بدا شهر سبتمبر بمثابة البداية الرسمية للموسم، حين وضعنا الفترة التحضيرية والمباراة الافتتاحية خلف ظهورنا.
وبعد عودتنا بفترة وجيزة من فترة التوقف الدولي التي كانت مليئة بالتحديات، سافرنا مباشرة إلى الرياض لمواجهة فريق النصر بقيادة كريستيانو رونالدو.
وصلتُ إلى الرياض، بعد التغلب على خيبة الأمل التي شعرنا بها في نيجيريا لتعادلنا في مباراة حاسمة أمام جنوب أفريقيا نحو سعينا للحصول على مقعد بكأس العالم 2026.
وأتاحت لنا تلك المباراة فرصة جديدة لتقديم أداء جيد وإظهار المرونة اللازمة للعب على أعلى مستوى.
وكان ذلك أمرًا شعرنا به في الفريق وأنا شخصيًا عبر تقديم أداء جيد واللعب ندًا لند مع أحد عمالقة الدوري.
ويبقى التحدي في مواجهة أحد أعظم لاعبي اللعبة على الإطلاق شرفًا لي، بعدما التقيت رونالدو في الملعب سابقًا، في كل من إيطاليا وإنجلترا. وبعد أن تمكنت من الفوز عليه في الدوريين الإيطالي والإنجليزي الممتاز، أعطتني هذه المباراة الأمل في نهاية مماثلة.
ومع ذلك، كانت لحظة من التألق من ساديو ماني في الشوط الثاني، تلاها هدف ثان متأخر في المباراة، وذلك الفارق بيننا في الخسارة بنتيجة 2-0. وكان اختبارًا صعبًا أظهر فيه جميع زملائنا الجدد ونادي الخلود ككل علامات جيدة على أنهم سيزدهرون ويقدمون موسمًا واعدًا في المستقبل.
والمباريات هنا مميزة جدًا، ولا يتلاشى فيها الحماس مطلقًا، بغض النظر عن مدى خبرتك، لأنها هي اللحظات التي تحلم بها كطفل.
وعندما جئت لأول مرة إلى المملكة العربية السعودية، أردت أن أكون جزءًا من هذا المشروع الكروي الكبير. وكانت إحدى أكبر عوامل الجذب هي فرصة اللعب ليس فقط مع لاعبي كرة قدم من الطراز الرفيع على أساس يومي، ولكن أيضًا ضد بعض من أفضل اللاعبين الذين أنتجهم هذا الجيل.
إن الخروج إلى ملعب "الأول بارك" والدفاع ضد لاعبين جدد مثل جواو فيلكس وكينغسلي كومان وبقية فريق النصر الموهوب يملؤني دومًا بشعور بالفخر.
ويرغب المشجعون واللاعبون والمديرون التنفيذيون غالبًا، في مقارنة دوري روشن السعودي بالدوريات الأوروبية الكبرى. وعلى الرغم من أنه لا يزال قيد التطوير، إلا أن جودة المباريات وشدتها هنا لا يمكن إنكارها بسبب الصعود السريع للدوري السعودي للمحترفين.
إن التحدي، والترفيه، ومستوى اللاعبين في الملعب هي أمور يجب احترامها وتجربتها بشكل مباشر.
فترة الانتقالات الصيفية
استمرت نافذة الانتقالات الأخيرة في إظهار نمو الدوري وطموحه، حيث اختار لاعبون من جميع أنحاء العالم، صغارًا وذوي خبرة، أن يجعلوا من المملكة العربية السعودية موطنًا لهم.
ورحبنا في الخلود، في إطار إعادة البناء، بمواهب جديدة مثل جون باكلي وراميرو إنريكي اللذين كان لهما تأثير مباشر، حيث سجلا مؤخرًا في أول مباراة لنا على أرضنا أمام ضمك للمساعدة في تأمين أول 3 نقاط مهمة.
وعبد العزيز العليوة، أحد الجواهر الهجومية السعودية الذي قرر الانضمام إلينا أيضًا، بما يتناسب مع توجه النادي في رعاية وتطوير ليس فقط المواهب الأجنبية؛ ولكن الأهم من ذلك المواهب السعودية، متبعًا خطى نجاح الموسم الماضي لهمام الهمامي، الذي بفضل وقته في اللعب وأدائه الثابت حصل على أول استدعاء له للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم.
ومما يشار إليه في الانتقالات الصيفية أن نادي نيوم استقبل اللاعب الفرنسي أمادو كونيه، بينما قامت أندية أخرى بتعاقدات شابة ومثيرة بنفس القدر، يمكنها تطوير مهاراتها لسنوات قادمة في الدوري.
وإحدى الصفقات التي لفتت انتباهي شخصيًا كانت انضمام صديقي المقرب وزميلي السابق في فريق واتفورد، جوشوا كينغ، إلى نادي الخليج هذا الصيف، فكان له تأثير مثير للإعجاب وساعدهم في تحقيق بداية قوية. ولقد تحدثنا مطولًا عن الفرص المتاحة هنا، بما في ذلك حرية لعب كرة القدم على منصة ذات انتشار عالمي، وفرصة التعبير عن الموهبة دون قيود.
وبعد العديد من المحادثات الإيجابية، قرر الانتقال من نادي تولوز، وقد سجل بالفعل أربعة أهداف هذا الموسم. إن بدايته القوية هي دليل على الفرص التي يوفرها هذا الدوري، بغض النظر عن عمرك أو خلفيتك.
هذه القصص مهمة لأنها تظهر حقيقة ما يعنيه اللعب هنا، بما يتجاوز العناوين الرئيسية.
وإذا كنت موهوبًا، فإن الدوري سيوفر الفرصة لموهبتك للتألق، والتنافس "ضد وضمن" بعض من أفضل اللاعبين في العالم.
كرة القدم للمجتمع
كان الهدف من هذا العمود دائمًا هو تجاوز اللعبة نفسها، لمشاركة ما يحدث في الملعب فحسب، بل أيضًا كيف تدفع كرة القدم التغيير، وتلهم المجتمعات، وتشكل المجتمع.
وبدأت الأفكار الجديدة، تحت قيادة مالك نادينا الجديد، بن هاربورغ، بالفعل، تتردد بعمق داخل مجتمع الرس وما بعده، مما يدعو إلى تغيير إيجابي في جميع أنحاء المملكة.
ولقد رأيت تأثير مشاركة لاعبينا مع المشجعين داخل وخارج الملعب، وزيارة المدارس، والتطوع لإلهام ودعم ذوي الإعاقة.
وهناك حماس جديد حول النادي وخاصة في أيام المباريات لم أختبره خلال موسمي الأول هنا.
وتمنح المبادرات المجتمعية المشجعين شعورًا أقوى بالانتماء، فتحول الخلود إلى أكثر من مجرد نادٍ لكرة القدم.
وأصبحت أيام المباريات، على وجه الخصوص، أكثر حيوية، فكانت أول مباراة لنا على أرضنا هذا الموسم، المتزامنة مع احتفالات اليوم الوطني السعودي، دليلًا مثاليًا على ذلك.
وامتلأت المدرجات بالعائلات والأطفال الذين يدعمون ناديهم المحلي، بحرص على التفاعل مع اللاعبين. وكان لذلك تذكيرًا قويًا بالدور الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم في جمع الناس معًا.
وبالنسبة لنادٍ شاب نسبيًا، خاصة في الدوري السعودي للمحترفين، فإن قدرتك لتكون جزءًا من مثل هذه التغييرات الإيجابية، يظهر مدى سرعة تطور المشهد الرياضي في المملكة العربية السعودية مع الأفكار الجديدة التي تغذي هذا التطور.
ومع تقدم الموسم، فإن رؤية الطموحات لنادي الخلود بشكل مباشر أمر مثير. جنبًا إلى جنب مع فريق لديه نفس الدافع للقيام بدوره وإحداث تأثير في الملعب، فإننا نتطلع بإيجابية إلى الاستمرار في بناء الزخم لتحقيق النجاح.
ويُظهر هذا الموسم بالفعل علامات على أنه سيكون مميزًا داخل وخارج الملعب على الرغم من أننا لا نزال في البداية. لذا، ترقبوا، حيث لا أستطيع الانتظار لمشاركة المزيد معكم في الأشهر المقبلة.
ويليام تروست إيكونغ
نبذة عن الكاتب
تروست إيكونغ، قائد منتخب نيجيريا وفريق الخلود. ولد في هارلم الهولندية مطلع سبتمبر 1993. ومثل العديد من الأندية في المسابقات الهولندية والإنجليزية والإيطالية واليونانية، ثم انتقل لدوري روشن السعودي منذ 2024-2025.
