صوّت لمباراة العودة الأفضل في 2024-2025

مباريات العودة

سجل الموسم 2024-2025، نتائج مثيرة للغاية، وانتصارات صعبة، طوال المنافسة التي لم تخلُ من مواجهات شهدت تحولًا للمنتصر بعد انقضاء الوقت الأصلي للمباريات.

واخترنا 10 مباريات بارزة شهدت تحولات في نتائجها، لتحديد "العودة الأقوى" في الموسم، مع توضيح الظروف المتباينة لكل مواجهة من المواجهات العشر.

التعاون (2) - الأهلي (4) – الجولة 13

لم تظهر أفضلية لمصلحة التعاون في العشرين دقيقة الأولى، من مواجهتهم الأولى أمام الأهلي في الموسم، لكن ما حصل بين الدقيقتين الـ 21 والـ 23، لم يكن يوحي مطلقًا أن الأهلي سيعود إلى المباراة، بعد هدفين رائعين للبرازيلي جواو بيدرو والغامبي موسى بارو، عبر تسديدتين من خارج منطقة الجزاء، لتصبح النتيجة 2-0 للتعاون.

وبدا فيما بعد، أن ذلك لم يصب الأهلي بالإحباط، إطلاقًا، مع موجة هجومية ضاربة طوال ما تبقى من شوط المباراة الأول. وكشف الحارس البرازيلي مايلسون دوس سانتوس، تألقًا جعله نجمًا للشوط الأول، لولا كرة مواطنه لاعب الأهلي روجر إيبانيز التي حرمته في الدقيقة 45+8 من إنهاء الشوط الأول بشباك نظيفة.

وفي الشوط الثاني توالت أهداف الأهلي مع حماس متزايد من مدربهم الألماني ماتياس يايسله في المنطقة الفنية بالملعب، فسجل فراس البريكان، ثم البرازيلي روبرتو فيرمينو. واختتم الجزائري رياض محرز، مسلسل الأهداف، ليجد مدربه الألماني في مقدمة المحتفين معه بالهدف.

الفتح (2) – ضمك (1) – الجولة 16

دخل الفتح مباراة الجولة الـ 16، بعد سلسلته الأطول في الموسم بلا انتصار، والأكثر قساوة عبر تاريخه بـ 10 خسائر و3 تعادلات في 13 مباراة. وشهدت المباراة حضورًا كبيرًا من الجماهير التي استحثت لاعبيها من أجل الانتصار ووقف هذا النزيف المستمر للنقاط. ووسط كل ذلك سجل الروماني نيكولاي ستانشيو هدف التقدم للضيوف في الدقيقة الـ 69 من المباراة.

ولم يسبق للفتح قبل تلك المباراة أن سجل أكثر من هدف، منذ بداية الموسم، سوى في مباراتي الأخدود (خسرها بنتيجة 4-2) ومباراة الشباب (تعادل 2-2)، لذا كان تسجيل هدفي التعديل والانتصار أمرًا شاقًا على الفريق، لكنه حصل مع رابط الإصرار القوي المتصل بين الجماهير واللاعبين، فلم تمض بضع دقائق حتى عادل الجزائري سفيان بن دبكة النتيجة من علامة الجزاء.

وفي الأنفاس الأخيرة من الوقت الإضافي للمباراة حصل الفتح على ركلة جزاء أخرى، تقدم لها المغربي مراد باتنا، وحين أودعها في شباك الحارس الروماني فلورين نيتا، ابتهج ملعب الفتح عن بكرة أبيه، فكانت تلك واحدة من أجمل لوحات السعادة في الأحساء.

الاتحاد (4) الهلال (1) – الجولة 21

قبل الكلاسيكو الأخير في الدوري، لم يسبق أن تقدم الهلال في نتيجة مباراة دورية، ثم تعرض للخسارة بفارق 3 أهداف.

ومالت المباراة في بدايتها لكفة الهلال، بعدما تسلل ماركوس ليوناردو، بذكاء بين دفاع الاتحاد، ليضع الكرة في مرماهم في الدقيقة الـ 23.

ولم يستغرق الاتحاد أكثر من 6 دقائق ليوازن الكفة من جديد بهدف المدافع حسن كادش، ثم ما لبث أن انتهى الشوط الأول لمصلحة الاتحاد 2-1 بعد إضافة ستيفن بيرغوين للهدف الثاني.

ودخل الاتحاد الشوط الثاني، لتأكيد التفوق، فأضاف بيرغوين الهدف الثالث، مطلع الشوط الثاني.

وسجل كريم بنزيما، الهدف الرابع في الدقيقة الـ 86. وذلك الهدف الذي لو لم يسجله لتأخر حسم الاتحاد للقب بعد فوزه على الرائد 3-1 (الجولة 32)، إلى الجولة التالية، لأن نتيجة مباراة الدور الأول في الكلاسيكو انتهت لمصلحة الهلال 3-1.

ويعني ذلك أن الاتحاد مطالب بالفوز في إياب الكلاسيكو بفارق يزيد عن هدفين لتحويل فوارق المواجهات المباشرة لمصلحته.

وقد استفاد الاتحاد من تلك الأفضلية، بحسم اللقب حين قدرته للوصول لأعلى رصيد نقطي ممكن للهلال متاح إذا انتصر في المباراتين المتبقيتين (77 نقطة)، بعدما انحصرت المنافسة على اللقب بينهما.

وكان الحدث الأبرز في الكلاسيكو، توسّع الفارق إلى 7 نقاط لمصلحة الاتحاد للمرة الأولى في سباق الفريقين على لقب الدوري.

الأخدود (2) - الأهلي (1) – الجولة 25

يستطيع عشّاق الأخدود، التوثيق لموسهم 2024-2025 بالمدرب البرتغالي باولو سيرجيو، فما كان قبل وصوله، لا يشبه على الإطلاق ما حدث بعد قيادته للفريق، التي استهلها منتصف مارس بالتعادل مع الاتحاد في جدة بهدف في الوقت بدل الضائع 1-1.

وكانت المباراة الثالثة للفريق تحت قيادة سيرجيو أمام القطب الثاني في جدة، فريق الأهلي، تحت ضيافة الأخدود في نجران. وأخطأ المدافع الجامايكي داميون لوي في إبعاد كرة اللاعب علي مجرشي، فتسبب في تأخير فريقه 1-0 منذ الدقيقة الـ 28 حتى نهاية الوقت الأصلي للمباراة.

ونجح عناصر المدرب سيرجيو في تحويل التأخر إلى انتصار بعد الدقيقة الـ 90، للمرة الأولى في الموسم 2024-2025 بانتفاضة الدقائق الخمس بين الدقيقتين (95 و99) حين سجل صالح آل عباس التعادل، قبل أن يضيف النيجيري سافيور غودوين هدف الانتصار في ذلك الوقت القاتل من المباراة.

النصر (2) الاتحاد (3) – الجولة 30

كان مقدرًا على النصر مواجهة الاتحاد، في أول مباراة، بعد خروجه من المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا للنخبة. وذلك وحده كافيًا لتفسير الهجوم المباغت في الدقيقة الثالثة الذي نتج عنه الهدف المبكر من السنغالي ساديو ماني. وفي الدقيقة الـ 37 صنع ماني لزميله أيمن يحيى تمريرة الهدف الثاني.

ودخل الاتحاد الشوط الثاني من المباراة متخلفًا بنتيجة 2-0، وقبل مرور الدقائق الـ5 الأولى من الشوط، ارتقى الفرنسي كريم بنزيما ليحول عرضية عبد الرحمن العبود برأسه في مرمى النصر. ومهّد ذلك الهدف للتعادل بتسديدة الفرنسي نغولو كانتي في غضون 7 دقائق من انطلاق الشوط الثاني.

واقتنص الجزائري حسام عوار، الفرصة في الوقت الحرج عند الدقيقة الـ94، ليحرز هدف الانتصار، في وقت تأثر خلاله لاعبو النصر بذلك السقوط المدوي، بعد التقدم في المباراة.

الخليج (1) - الرياض (2) – الجولة 31

تقدم الخليج في وقت مبكر على ضيفه الرياض، قبل تمام الدقيقة السادسة، حين استثمر البرتغالي فابيو مارتينيز، تمريرة خاطئة من المدافع مرزوق تمبكتي فتقدم بالكرة حتى وصل إلى موقع جيد للتسديد. وظل الخليج متقدمًا 1-0 حتى نهاية الوقت الأصلي.

وفي الدقيقة الـ 93 حدث التحول بتسجيل فايز سليماني هدف التعادل، ومع امتداد وقت المباراة استثمر البرازيلي لوكاس كال، موقفه الجيد أثناء مشاركته في ركلة ركنية، فسدد برأسه هدف الانتصار للرياض 2-1. وتلك واحدة من 3 مباريات قلب فيها المنتصر تأخره بعد نهاية الوقت الأصلي.

الفتح (3) - الهلال (4) – الجولة 32

دخل الفتح المتحفز بالانتصار على المتصدر الاتحاد 2-0 في جدة، قبل 4 جولات، بكل قوته في مواجهة الهلال، وتمكن من تسديد ضربتين رأسيتين من الجزائري سفيان بن دبكة قبل مرور نصف الساعة الأولى من المباراة، وحافظ على تقدمه 2-0 حتى نهاية الشوط الأول، فامتلك فرصته مواتية لتكرار الانتصار على صاحبي المركزين الأولين، في غضون شهر واحد.

وما حصل في الشوط الثاني، كان أشبه بمباراة أخرى، إذ عاد الهلال إلى التعادل 2-2 بهدفي ناصر الدوسري وسالم الدوسري، لكن الفتح لم يستسلم للتعادل، مع تسجيل المغربي مراد باتنا لهدف التفوق من جديد 3-2 قبل ثماني دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وهنا ظهر الصربي ألكساندر ميتروفيتش ليعادل النتيجة بعد 3 دقائق فقط، ثم يسجل هدف الانتصار بعد ذلك بسبع دقائق، في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، منهيًا بذلك مغامرة جريئة للفتح في المباراة.

التعاون (3) - الرياض (2) – الجولة 33

بعد جولتين من انتصار الرياض على الخليج 2-1 بهدفين في الوقت بدل الضائع، جاء الدور على المنتصر ليتجرع من كأس الخسارة بعد التقدم بالنتيجة، نفسه، في مواجهته أمام مستضيفه التعاون، فحين بلغت الدقيقة الـ 40 من المباراة، كانت النتيجة تشير إلى تقدم الرياض بهدفي إنيس سالي وفايز سليماني.

وحصل التعاون على ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، تحقق منه الهدف الأول عبر موسى بارو، وبسببه دخل أصحاب الأرض الشوط الثاني مع فارق متقلص 2-1، حتى حين تبقى 4 دقائق من الوقت الأصلي، جاء التعادل بواسطة اللاعب هتان باهبري.

وتدخل عبد الفتاح آدم في الدقيقة 95، ليمنح التعاون انتصارًا صعبًا قبل صافرة نهاية المباراة.

الأهلي (1) - الاتفاق (3) – الجولة 33

دخل الأهلي مباراة الجولة قبل الأخيرة، طمعًا في نقاطها، من أجل المنافسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لكأس السوبر. وكانت الأمور تسير على ما يرام لأصحاب الأرض الذين تقدموا بهدف الإنجليزي إيفان توني من علامة الجزاء في الدقيقة السادسة.

ودخل الاتفاق الشوط الثاني، بفكرة جديدة، تتجسد في الإطاحة بالأهلي بهدافين جدد، فسجل محمد عبد الرحمن الهدف الوحيد له في الموسم برأسه في مرمى الحارس السنغالي إدوارد ميندي، ليدرك التعادل، وبينما سجل الهولندي جورجينيو فينالدوم هدف التفوق من ضربة جزاء، أكد زميله مد الله العليان، التفوق، في الوقت بدل الضائع بالهدف الوحيد له أيضًا في الموسم.

وهكذا، دخل لاعبان لقائمة هدافي الاتفاق في مباراة الانتصار على الأهلي 3-1.

الخليج (2) الأخدود (3) – الجولة 34

دخل الأخدود مباراة الجولة الأخيرة، ولا أمل له في البقاء إن لم ينتصر، لعل الوحدة يخسر أو يتعادل، فيكتب لهم عمر جديد في الدوري. لكن مستضيفهم الخليج ضيّق عليهم فرص البقاء بعد مرور الساعة الأولى من المباراة، بالتقدم 2-0 بهدفي اليوناني كوستاس فورتونيس.

هكذا، بدا أن الأخدود يودع الدوري، فلن يفيده في النصف ساعة الأخيرة من المباراة أن يسجل هدفين ويحافظ على مرماه، إلا أن يضيف إليهما هدفًا ثالثًا، ويا لصعوبة الشرط!

سجل مهند القيضي في الدقيقة الـ 65، أحد تلك الأهداف الثلاثة، فتبقى هدفين، ومضت نصف ساعة بالتمام والكمال حتى أضاف صالح آل عباس الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع، تحديدًا عند الدقيقة الـ 95، ولا قيمة لذلك الهدف، إن لم يتحقق الانتصار، فهل يمهلهم الوقت؟

وحصلت المعجزة، باحتساب ركلة جزاء لمصلحة الأخدود، تقدّم لها محمد آل جحيف لينجح في مهمة إتمام واحد من أغرب السيناريوهات عبر تاريخ المنافسة على البقاء في الدوري، مع اكتمال الشرط الثاني، المتمثل في عدم انتصار الوحدة على الاتفاق، في مباراة متزامنة في مدينة الدمام نفسها.

وخسر الوحدة 2-1 بهدف في الوقت بدل الضائع؛ أما الأخدود فنجح تحت قيادة سيرجيو، للمرة الثانية، في تحويل التأخر بنتيجة المباريات إلى انتصار، من دقائق الوقت بدل الضائع، ولم يفعل ذلك أي فريق طوال الموسم باستثناء  الرياض في مباراة واحدة، جرت أمام الخليج.