الأخدود يقدم قصة من فصلين لن تنسى في رحلته للبقاء

سافيور غودوين يحتفل ببقاء الأخدود

مطلع الموسم 2023-2024، صعد الأخدود إلى الدوري السعودي للمحترفين للمرة الأولى في تاريخه، لكنه عانى أشد المعاناة في موسمه الأول.

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، للفريق الـ 31 في تاريخ البطولة، حتى حينما وصلت الجولة قبل الأخيرة من الموسم الماضي، تعادل الأخدود مع ضيفه الوحدة 1-1، فضمن الضيوف البقاء بتلك النقطة، بينما تراجع الأخدود إلى المركز قبل الأخير30 نقطة.

بعد تلك المباراة ظهرت صورة شهيرة للكاميروني لياندر تاوامبا قائد الأخدود، حينها، تعبر عن اليأس الشديد في وضع الفريق.

صدمة التعادل مع الوحدة تخيم على ثلاثي الأخدود تاوامبا وغودوين وكولادو

صدمة التعادل مع الوحدة تخيم على ثلاثي الأخدود تاوامبا وغودوين وكولادو

وفي ذلك الوقت، الذي عاش فيه لاعبو الأخدود، الحزن الشديد، كان منافسيهم في فريق أبها على بعد نحو 240 كيلومترًا يحتفلون، بعد نهاية مباراتهم أمام ضيفهم الخليج، إثر انتصارهم بهدف قاتل للاعب الأرجنتيني فابيان نوغويرا، فتقدم فريقهم إلى المركز الـ 16، بعد الفوز 2-1.

كان من الواضح أن لاعبو أبها استسهلوا المباراة المتبقية، الأخيرة، أمام الحزم، الهابط قبل 3 جولات من النهاية، بينما ينتظر الوعيد فريق الأخدود الذي سيواجه الطائي، المنافس الثالث على البقاء.

كانت مباراة الطائي وضيفه الأخدود، بلا قيمة فعلية في حسابات البقاء، لأن انتصار أبها على مستضيفه الحزم، وانتصار الرياض على مستضيفه الخليج، تعني هبوط الطائي والأخدود، بغض النظر عن مآل مباراتهما.

في الجولة الأخيرة، فاز الرياض على الخليج 2-1، وانتصر الأخدود على الطائي 2-0. وخرج لاعبو الأخدود ليسمعوا الخبر السار بالنسبة لهم "الحزم يعتقهم من الهبوط بعد انتصاره على أبها 2-1".

وبذلك، خاض الأخدود الموسم الثاني في دوري روشن السعودي، وحينما شارفت المنافسة على إتمام ثلثيها، تراجع الفريق مجددًا إلى المركز الـ 17، قبل الأخير.

وكانت إدارة النادي، أنهت الاتفاق مع منقذ جديد، بعدما ارتبط منقذ الموسم السابق، الجزائري نور الدين زكري بفريق الخلود.

وظهرت نتائج جيدة فور استلام البرتغالي باولو سيرجيو المهمة خلفًا للكرواتي ستيبان توماس، بالتعادل في الجولة الـ 23 مع الاتحاد 1-1 الذي توج بطلًا للدوري في نهاية الموسم.

كانت مشكلة الأخدود الحصيلة النقطية اليسيرة، رغم نتائجه الإيجابية، إذ كان رصيد الفريق لحظة إشراف المدرب البرتغالي 16 نقطة، على بعد 3 نقاط من صاحب المركز الـ 15، لكن من يتبوأ ذلك المركز فريق الفتح المنتفض للبقاء.

ورغم أن الأخدود لم يخسر سوى مباراة واحدة في المباريات السبع الأولى للمدرب سيرجيو، إلا أنه لم يتقدم سوى مركزين فقط إلى المقعد الـ 15، رغم انتصاره على الأهلي (المتوج لاحقًا بالنخبة الآسيوية) ضمن المباريات السبع بريمونتادا مثيرة في الوقت بدل الضائع 2-1.

لكن، يسهل معرفة أثر المدرب الجديد في الأخدود، بتحقيقه 12 نقطة في 7 مباريات، مقابل 16 نقطة قبله في 22 مباراة!

حصد الأخدود 12 نقطة بقيادة سيرجيو، بعدما وقف ندًا للشباب وتعادل معه بلا أهداف في الرياض، وبعد هزيمته للمدرب السابق للفريق (المنقذ الأول) نور الدين زكري وفريقه الخلود في الرس 1-0، وتعادله مع التعاون وانتصاره على العروبة في الجوف.

لم يكن شيئًا يفسد على الأخدود مبارياته السبع الأولى مع سيرجيو سوى الخسارة من الرياض 1-0. ثم توالت الصدمات، بتعرض الفريق لثلاث خسائر متتالية، في المباريات المكملة للعشرية الأولى للمدرب البرتغالي.

عاد الوحدة أولًا ليضع الأخدود في الخطر بالانتصار عليه 2-1، فتراجع الأخدود إلى المركز قبل الأخير بسرعة البرق، وتقدم الوحدة عليه بفارق نقطة، ثم جاءت الخسارة الفادحة أمام النصر 9-0، وفي نهاية تلك المباراة سقط بعض لاعبو الفريق في أرض الملعب حزنًا على مصيرهم المنتظر.

وفي المباراة الثالثة أمام الفيحاء، كانت الخسارة 2-0، أشبه بالنهاية الحتمية للفريق مع دوري روشن السعودي.

أصبح الأخدود مطالبًا بالانتصار في آخر مباراتين، لا مفر من ذلك، من أجل تحقيق واحدًا من شروط البقاء، حينها اجتمعت إدارة النادي مع اللاعبين لتطالبهم بالقتال حتى النهاية، وعدم الاستسلام، لهيئتهم الحزينة بعد نهاية مباراة الفيحاء.

  في الموسم الماضي، كانت المباراة مع الهابط الأول وبالًا على أبها، لكنها مع الأخدود في الموسم التالي، كانت بارقة الأمل في الأنفاس الأخيرة للدوري، حين سجل النيجيري سافيور غودوين، هدف المباراة الوحيد، فتأجل حسم هوية الهابط الثاني للجولة الأخيرة.

لعب الأخدود مباراته الأخيرة بوضع أفضل، لأن انتصاره على الرائد قدمه إلى المركز الـ 16، ولكي يبقى عليه مغادرة المركز بالانتصار على الخليج، ثم انتظار خسارة الوحدة من الاتفاق.

وأمام الأخدود فرصة ثانية، لكنها لا تعفيه من الانتصار على الخليج، شريطة تعادل الوحدة، ليبقى بالتفوق التهديفي، مع تعادل الفريقين في المواجهات المباشرة.

في يوم المباراتين، المتزامنتين في التوقيت، تقدم الخليج على الأخدود 2-0، وكانت تلك النتيجة بحد ذاتها كافية لبقاء الوحدة، بغض النظر عن ما سيحدث معه فيما تبقى من دقائق مباراته أمام الخليج التي كانت تشير إلى تخلف الوحدة بهدف عبد الله رديف.

وسجل الأخدود هدف تقليص الفارق 2-1 عند الدقيقة الـ 65، ورد الوحدة بهدف التعادل مع الاتفاق 1-1 في الدقيقة الـ 70.

بعد نهاية الوقت الأصلي بخمس دقائق في الدمام، سجل الأخدود هدف التعادل. وفي الدقيقة الـ 96 على بعد أمتار في ملعب إيغو، في المدينة نفسها الدمام، سجل الاتفاق الهدف الختامي للمباراة، فانتهت بخسارة الوحدة 2-1.

حتى ذلك الوقت المتأخر جدًا، تشير النتيجتين، إلى بقاء الوحدة، وهبوط الأخدود، لكن ما لم يكن متوقعًا حدث، حصل الأخدود على فرصة سانحة لإتمام عودته القوية بعد مرور 15 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.

حصلت واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخ السعودي للمحترفين، حين لمست الكرة يد مدافع الخليج بندر ناصر داخل منطقة الجزاء. وأدت إلى مراجعة طويلة لتقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، فأسفرت في النهاية عن احتساب ركلة جزاء متأخرة جدًا لـلأخدود، مع أعظم فرصة لإنقاذ أنفسهم.

وبينما كانت صافرة النهاية قد أُطلقت بالفعل في الدمام، تجمع لاعبو الوحدة حول هواتفهم لمشاهدة ما سيحدث. تقدم محمد آل جحيف، أحد أبناء نادي الأخدود، لتنفيذ ركلة الجزاء تحت ضغط هائل. ورغم كل الضغط، سدد آل جحيف الكرة بثقة وأحرز الهدف، ليجعل أنصار الأخدود في حالة من النشوة، ويُمدد مغامرة الأخدود في دوري روشن السعودي لموسم ثالث على التوالي.

وهكذا، أنقذ الأخدود نفسه من فرصة ضعيفة للغاية، فكان مصير الوحدة الهبوط، إلى دوري الدرجة الأولى.