حجازي في قائمة المدافعين الثلاثة الأفضل تهديفيًا

أحمد حجازي.. قصة إصرار من الاتحاد إلى نيوم

كانت مواجهة نيوم الأخيرة أمام مستضيفه الرياض، المباراة الـ 86 للمدافع المصري أحمد حجازي في الدوري السعودي للمحترفين.

في تلك المباراة، أثبت حجازي أنه لا يزال ذلك اللاعب الذي عرفناه في الاتحاد، بهدفه في شباك الحارس البرتغالي لويس ماكسيميانو، في مباراة الرأسيات الثلاث.

ظهر حجازي مدافعًا صلبًا وهدافًا، ببلوغه الهدف الشخصي العاشر له في الدوري، فدخل قائمة الـ 20 الأفضل بين المدافعين في عدد الأهداف، لكنه الثالث بينهم في معدل تسجيل الأهداف بالقياس مع عدد المباريات.

لم يتفوق أي مدافع على أحمد حجازي بتسجيل الأهداف بالنظر إلى دقائق اللعب، سوى متصدر الهدافين بين المدافعين، الجزائري فاروق شافعي الذي انتهت صلته بناديه ضمك في الموسم الحالي، بعد 6 مواسم في مدينة خميس مشيط. أما الآخر، فهو البرازيلي ليماو مدافع الحزم السابق.



بداية ملحمية

في يونيو 2019، بدأ المدرب الكرواتي سلافن بيليتش، مهامه الجديدة مع نادي وست بروميتش الإنجليزي، بعد نحو 4 أشهر من إنهاء صلته بنادي الاتحاد. وكان المدافع حجازي ضمن صفوف النادي الإنجليزي.

نجح حجازي وبيليتش مع بقية عناصر فريق وست بروميتش في تحقيق الصعود من دوري البطولة الإنجليزية (التشامبيون شيب) إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) في نهاية الموسم 2019-2020. وغادر بعدها حجازي معارًا إلى الاتحاد.

ولعب حجازي مباراته الأولى بالقميص المقلم باللونين الأصفر والأسود في الجولة الثالثة. وللمصادفة كان ذلك ديربي البحر أمام الأهلي.

وانتهى ذلك الديربي، بانتصار الاتحاد بهدفي رومارينيو وغاري رودريغيز.

ثم كانت مباراة الرد، وعاش فيها الاتحاد لحظات عصيبة منذ الدقيقة الـ 24 حين تقدم الأهلي بتسديدة عبد الرحمن غريب من مشارف منطقة الجزاء، حتى قبل نهاية الوقت الأصلي بـ 4 دقائق، حين نفّذ سعود عبد الحميد الركلة الركنية، فوجدت حجازي يتعامل معها بشجاعة، محرزًا هدف التعادل.

سجل حجازي أول أهدافه في ديربي البحر الذي انتهى بالتعادل 1-1. ومنذ ذلك، بدأت ملامح أسلوبه تتضح أكثر فأكثر.

ولا يكتفي أحمد حجازي بتأمين المنطقة الخلفية، فحسب؛ بل إنه دائمًا يرسم في ذهنه طريقة لهجمة واعدة حين تصديه للهجوم المعاكس. ويتقدم للتسجيل إذا لزم الأمر.

ويتضح ذلك من أهدافه العشرة، الخالية من أي تسديدة من علامة الجزاء. ولديه 8 أهداف رأسية، وهدفين بقدمه، أولهما ذلك الذي أحرزه في شباك الأهلي.

 

التتويج باللقب

كان تعاقد الاتحاد مع حجازي، تفعيلًا للرغبة الجامحة في محاربة الصورة المهزوزة للفريق الذي ابتعد عقدًا كاملًا عن صورته الحقيقية بطلًا منافسًا على لقب الدوري. 

ولذلك السبب، اشترت إدارة الاتحاد عقد اللاعب في صيف 2021، وظلت تبني على أساسه العناصر المكملة للفريق، فتبعه مواطنه طارق حامد، وقبلها تعاقدت مع إيغور كورنادو، ثم لاحقًا مع هيلدر كوستا، وغيرهم الكثير.

وهكذا، اقترب الاتحاد كثيرًا من اللقب في عام 2022، ثم حين خسر الفرصة، انقض على اللقب في الموسم التالي. توج الاتحاد بلقب الدوري 2022-2023 وشارة القيادة في ذراع اللاعب أحمد حجازي.

بعد انتهاء المهمة الأساسية، غادر حجازي مرفوع الرأس أمام جماهير الاتحاد. وكان رحيلًا عاطفيًا، مثلما حصل مع الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي أو مواطنه رومارينيو.

صعود تاريخي

بعد تجربة ناجحة في جدة مع الاتحاد، اختار حجازي محطة جديدة وتحديدًا في تبوك مع نادي نيوم، وهناك لم يأتِ ليكمل المسيرة وحسب، بل ليقود الفريق إلى صعود تاريخي غير مسبوق إلى دوري المحترفين لأول مرة بتاريخ النادي، وذلك بشخصيته القيادية وخبرته الواسعة، أصبح القائد والرمز، اللاعب الذي يلهم زملاءه ويرفع سقف الطموحات لجماهير فريقه الجديد.



العودة إلى الشباك

اللافت أن أحمد حجازي الذي سجل 9 أهداف مع الاتحاد، تراجع كثيرًا عن ذلك الدور مع نيوم في موسمه الأول، حين كان الفريق يشق طريقه إلى الصعود التاريخي.

ولم يستطع حجازي أن يرى فرصة الوصول إلى المركز الرابع سانحة، فيتخاذل معها. فتقدم في مباراته الأخيرة حتى إذا وصلت الكرة إليه حولها برأسه في الشباك.

انتصر نيوم بثلاث أهداف رأسية على الرياض، ولم يسجل قبل ذلك الفريق أي هدف رأسي في المباريات الثلاث الأولى بالدوري.

أنهى أحمد حجازي غياب دام 907 أيام منذ آخر أهدافه بقميص الاتحاد وتحديدًا في مرمى ضمك، حين كان لاعبًا مع الاتحاد.

لم يكن ذلك الهدف مجرد رقم يُضاف إلى سجله، بل كان إعلانًا عن استمرار مسيرته اللامعة في دوري روشن السعودي، وامتدادًا لقصته التي بدأت في جدة لتتواصل في تبوك.

أواخر ديسمبر المقبل، سيواجه أحمد حجازي فريقه السابق الاتحاد ضمن الجولة الدورية الـ 12. وستكون الأنظار حينها مسلطة على أحمد حجازي. وبالطبع نحو جماهير الاتحاد وما تبقى من زملائه السابقين.