تمرّغت رغبة الهلاليين، بالحفاظ على لقب بطولة الدوري، الموسم الماضي، في الوحل، حين خسروا من الاتحاد 4-1، فتزعزعت الثقة بين الهلال ومدربه البرتغالي جورجي جيسوس، منذ تلك الخسارة غير المسبوقة، في فبراير الماضي.
ووضع المشجع الهلالي وجهه على راحتيه، حزنًا، بسبب أقسى خسارة عبر امتداد تاريخ فريقه في الدوري السعودي للمحترفين.
وإن بدت المطالب حينها بإقالة المدرب جيسوس تظهر؛ إلا أن شهادة غينيس، قبل 9 أشهر كانت شفيعة لمن جاء بها عبر أطول سلسلة انتصارات في تاريخ كرة القدم، فأطالت أمده في العاصمة الرياض.
لن يكون مفاجئًا إن قال الفرنسي لوران بلان مدرب الفريق المنتصر، في أي مناسبة لاحقة، إنه دخل كلاسيكو الـ 4-1 برغبة في إحداث فارق يجعل أفضلية المواجهات المباشرة من صالحه.
وبالفعل استفاد الاتحاد من تلك النتيجة الكبيرة في التبكير بإعلان حسمه بطلًا للدوري.
وتاريخيًا، لم يحصل أي فريق على لقب الدوري السعودي للمحترفين، مع أفضلية للهلال في المواجهات المباشرة، إلا مرة واحدة في 2023، مع فريق الاتحاد نفسه، بقيادة البرتغالي نونو سانتو.
ولم يستلطف، لوران بلان، على الإطلاق، كسر الحالة المألوفة لأبطال الدوري، ولذلك لم يقنع بأقل من الانتصار الذي حققه الهلال أمامه بنتيجة 3-1 في الرياض.
وذلك الانتصار 3-1، كان ابتداء لقصة المنافسة بين بلان وجيسوس.
وقبلها بشهرين جاء بلان، إلى جدة مفعمًا بالطموحات؛ لكنه رأى سجلًا أسودًا في الكلاسيكو، فيه 7 خسائر متتالية أمام الهلال، كلها تحت قيادة جيسوس.
وشغل بلان، عقله بالانتصار على الهلال ومدربه جيسوس، فكانت المواجهة الأولى عكس ما أراد، بتحقيق جيسوس الانتصار الثامن تواليًا على الاتحاد. وقال بلان بعدها: "تفوقوا علينا تمامًا، وأخبرونا خلال 10 دقائق من المواجهة أننا لسنا أقوياء بما فيه الكفاية".
أسرّ المدرب الفرنسي بلان، الأثر الكامل لتلك الخسارة في نفسه، وقال مخاطبًا إياها: "لا مزيد من الخسائر أمام الهلال أو جيسوس". وقطع بلان بذلك عهدًا كان يُمكنه الوفاء به، ثم أتمم تجهيز فريقه لإنهاء عهد التفريط بالكلاسيكو.
قبل الانتصار التاريخي 4-1، تعادل الهلال والاتحاد في الأشواط الأصلية والإضافية 2-2 لكلاسكيو ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ثم عبر الاتحاد إلى نصف النهائي بركلات الترجيح، فانتهت وقتها الهيمنة الزرقاء على الكلاسيكو.
وبعد كلاسيكو الـ 4-1، كابد الهلاليون الألم، حتى جاء الخروج من دوري أبطال آسيا للنخبة أمام الأهلي، موعدًا للإعلان عن نهاية العلاقة مع المدرب جيسوس.
أصبح بذلك بلان أول مدرب اتحادي يصمد أمام جيسوس، بعد الثلاثي، الكرواتي سلافن بيليتش (خسارة الموسم 2018-2019)، ثم البرتغالي نونو سانتو بخسارتين (واحدة في الدوري، وتسبقها خسارة البطولة العربية) وأخيرًا الأرجنتيني مارسيلو غاياردو، ذو السلسلة الأسوأ في الخسائر المتتالية أمام جيسوس.
وخسر غاياردو 5 مباريات، منها مباراة واحدة في الدوري و2 بدوري أبطال آسيا، ورابعة في كأس السوبر، وخامسة في كأس خادم الحرمين الشريفين.
أدار لوران بلان ظهره من التنافس مع جيسوس، وبدأ يجهز فريقه للعتبة الأخيرة نحو المنصة الشرفية لأبطال دوري روشن السعودي 2024-2025، في احتفال جرى دون وجود جيسوس في مشهد الدوري.
وعاد جيسوس بعد أقل من شهرين من حفل تتويج الاتحاد بلقب الدوري، مدربًا لفريق النصر.
لقد فعل جيسوس في بلان مثلما فعل مع سلفه الأسبق نونو سانتو. وكلاهما لم يكمل رحلة الدفاع عن اللقب مع الاتحاد، دون براءة جيسوس من المسؤولية بشكل كامل.