على الرغم من فشل الهلال في رحلة الحفاظ على لقبه، إلا أن قائد الفريق سالم الدوسري أكمل رحلته إلى صدارة صنّاع الأهداف عبر تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، متصدرًا بـ 58 تمريرة حاسمة.
قدّم الدوسري أفضل مواسمه على الإطلاق، فلم يتفوق عليه أحد في المساهمات التهديفية البالغة 30 مساهمة تهديفية (15 هدفًا، 15 تمريرة حاسمة)، ولم يتساوى معه في عدد المساهمات التهديفية، سوى الفرنسي كريم بنزيما قائد الاتحاد الفائز باللقب.
التقدم للصدارة
دخل سالم الدوسري، في 2023-2024، قائمة الـ 5 الأفضل في عدد صناعة الأهداف، تحديدًا في يوم الانتصار الكبير 3-0 على النصر في ديربي العاصمة، مطلع ديسمبر 2023.
صنع سالم الدوسري أول أهداف الصربي ألكساندر ميتروفيتش في مرمى النصر، فأصبح متساويًا بـ 41 تمريرة حاسمة مع قائد الأهلي الأسبق تيسير الجاسم. وكلاهما خلف البرازيلي إلتون جوزيه صاحب الـ 49 تمريرة حاسمة. ويتفوق عليهم جميعًا الثنائي الأفضل حينذاك، السوري جهاد الحسين، وخلفه يحيى الشهري.
التفرد بالقمة
خلال نحو موسم ونصف، أضاف الدوسري 17 تمريرة حاسمة، فتفرد بصدارة المشهد في التمريرات الحاسمة. وكان الوقت الفصل في منتصف مارس، في مباراة الهلال على ملعبه أمام التعاون، حين أرسل الدوسري ركنية سجل منها محمد كنو هدفًا رائعًا.
في تلك المباراة بالتحديد، تجاوز الدوسري مواطنه يحيى الشهري في قائمة أفضل صناع الأهداف على مر العصور، برصيد 54 تمريرة حاسمة.
ولولا الدور الفاعل لسالم الدوسري، بأهدافه ومساهماته لما أنهى الهلال موسمه في المركز الثاني، وبالتالي تأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم المقبل.
نجم عالمي
سالم الدوسري، قائد نادي الهلال، لاعب ذو شهرة كبيرة في الكرة الآسيوية، وقد حقق لقب دوري أبطال آسيا مرتين. فوزه الثاني باللقب في عام 2021 مهد له الطريق ليتوج بجائزة أفضل لاعب في القارة.
ودخل الدوسري وعي الجماهير العالمية في كأس العالم 2022، خلال المباراة الافتتاحية للمجموعة الثالثة للمنتخب السعودي أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، حين سجل الدوسري هدفًا رائعًا في مرمى إيبي مارتينيز، في ملعب لوسيل الصاخب، ليحقق الأخضر الانتصار الأول والأخير على الأرجنتين بطلة النسخة في نهايتها.
وانتشر ذلك الهدف، مع احتفاليته، في جميع أنحاء العالم وتصدر العناوين.
وقضى الدوسري معظم مسيرته الكروية في نادي الهلال، باستثناء فترة قصيرة قضاها في الدوري الإسباني مع فياريال. بصفته لاعبًا أساسيًا في الهلال، يقع عليه دائمًا ضغط كبير. وبصفته قائدًا للفريق منذ رحيل سلمان الفرج الصيف الماضي، يزداد العبء.
كأس العالم للأندية
ولهذا السبب، لن يتهرب الدوسري من الأضواء في وقت لاحق من هذا الشهر على منصة عالمية أخرى، حين يشارك الهلال في النسخة الافتتاحية لكأس العالم للأندية بنظامها الجديد بمشاركة 32 فريقًا. وستكون بطولة موسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، إحدى الدول الثلاث المستضيفة لكأس العالم 2026 العام المقبل.
ويفتتح الهلال، في 18 يونيو، على ملعب هارد روك في ميامي، مشواره في المجموعة الثامنة أمام ريال مدريد، بطل إسبانيا، صاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس العالم للأندية بصيغتها السابقة.
ويعتزم سالم الدوسري، ورفاقه، إحداث مفاجأة أمام عملاق كرة القدم، مثلما حدث في الدوحة أواخر عام 2022.
ويمتلك الدوسري، الفائز بجائزة أفضل لاعب سعودي 2024-2025 تاريخًا في كأس العالم للأندية. ففي عام 2019، سجل الدوسري هدفًا في نصف النهائي ضد فريق فلامينغو البرازيلي في قطر، لكنه لم يكن كافيًا للتأهل.
وفي عام 2021، كان أحد ستة لاعبين مختلفين سجلوا في مباراة ربع النهائي ضد المضيف الإماراتي الجزيرة. مرة أخرى، لم يتمكن الهلال من التقدم إلى النهائي.
في العام التالي، في المغرب، انتقم الدوسري من فلامينغو، حيث سجل هدفين في مباراة نصف النهائي التي لا تنسى ليوصل فريقه إلى المباراة النهائية.
لم يكن ذلك مجرد نهائي كأس العالم للأندية الأول للدوسري والهلال، بل للفرق السعودية أيضًا.
وهناك، التقى الهلال بريال مدريد. في النهاية، خسروا 5-3، على الرغم من خروج الهلال من البطولة بسمعة بطولية. سيعيش الدوسري ذلك مرة أخرى قبل نهاية العام، بهدفه الشهير الآن في مرمى الأرجنتين.
الشعور السائد لدى جماهير الهلال هو أن الدوسري يتجلى في المناسبات الكبرى (في كأس العالم 2018، سجل الدوسري هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام مصر ليمنح السعودية أول انتصار لها في هذا الحدث الكروي الكبير منذ 12 عامًا).
ويأمل الهلال أن يتمكن قائده من إظهار بريقه في أمريكا خلال الشهر الجاري.