منذ انتقاله إلى دوري روشن السعودي في صيف 2023، أصبح الكاميروني جورج كيفن نكودو من أبرز الأسماء اللامعة في الملاعب السعودية. اللاعب السابق لمارسيليا، توتنهام، وبشكتاش، أثبت نفسه بقوة مع نادي ضمك، بفضل مهاراته الفائقة وسرعته، إلى جانب حسه التهديفي العالي.
نكودو، الذي يلعب كجناح هجومي، نجح في تسجيل 28 هدفًا في 58 مباراة منذ انضمامه، وهو رقم مميز في هذا المركز. وفي موسم 2024-2025، يحتل موقعًا متقدمًا في قائمة هدافي الدوري، حيث يقبع حاليًا في المركز الرابع. لكن بالنسبة له، لا يتعلق الأمر فقط بعدد الأهداف، بل بجماليتها. فهو يعشق تسجيل الأهداف المبهرة.
يقول نكودو عن حياته في السعودية:
"عندما تنتقل إلى بلد جديد، من الطبيعي أن تواجه تحديات في التأقلم، لكن كرة القدم تظل هي محور التركيز. ومع الوقت، تبدأ باكتشاف العادات والتقاليد المحلية، وأسلوب الحياة اليومي. هذا يمنحك فهمًا أعمق للناس وطريقتهم في التفكير."
الخطوات الأولى مع الكرة
بدأ شغف نكودو بكرة القدم منذ نعومة أظافره:
"لا أذكر متى تحديدًا بدأت ألعب، كل من حولي كان يمارس الكرة، من عمي إلى أصدقائي في الحي. كنت أعيش في بيئة كروية بالكامل. بدأت باللعب لمجرد المتعة، ثم أدركت لاحقًا أن النجاح يتطلب التزامًا وجهدًا كبيرًا."
ويضيف:
"كل المهارات التي أُظهرها في الملاعب اليوم، كنت أمارسها وأنا طفل في مباريات الشوارع."
القدوات الكروية
عندما سُئل عن اللاعبين الذين تأثر بهم، أجاب سريعًا:
"رونالدينيو، روبينيو، رونالدو الظاهرة… وبعدهم ريبيري، لكن أكثر من ألهمني هو إدين هازارد. هذا اللاعب ترك بصمة كبيرة في داخلي. الكرة بالنسبة لهؤلاء لم تكن فقط لعبًا، بل كانت عرضًا يُمتع الجماهير."
عن كريستيانو رونالدو
"رونالدو لاعب استثنائي، هو وميسي على قمة كرة القدم، لكن ما يفعله كريستيانو، سواء في أدائه أو انضباطه، يجعل منه قدوة للجميع. أسلوب حياته، نظامه، التزامه… أمور تجعلنا نحترمه بشدة. هو شخص واحد، ولا أحد يستطيع تكرار ما يفعله."
حلم إفريقيا
"ارتداء قميص الكاميرون شرف لا يوصف. هو أكثر من مجرد قميص، إنه رمز لتاريخ غني بالإنجازات. نحن ذاهبون إلى كأس أمم إفريقيا 2025 من أجل التتويج. العام الماضي لم نكن في أفضل حالاتنا، لكن هذه النسخة لدينا فريق أكثر قوة وتناغم. نطمح لكتابة أسمائنا في تاريخ المنتخب."
الدوري السعودي ومسيرته مع ضمك
"أشعر أنني في بيتي هنا. الجو العام داخل نادي ضمك عائلي وداعم، وهناك احترام متبادل بين الجميع. لم آتِ إلى هنا لقضاء وقت، بل لأثبت نفسي وأترك أثرًا. أعتقد أنني قدمت كل ما في وسعي خلال هذين الموسمين. المستقبل؟ لا أعلم، لكنني راضٍ وفخور بما حققته."
نكودو خارج الملعب
حين سُئل عن حياته اليومية في عسير، قال مازحًا:
"نادرًا ما أخرج من المنزل إلا إذا كان هناك وعد بتناول لحم الغنم المحلي! أحب الأكل السعودي… الكرك والحنيذ من المفضلات عندي."
نكودو: نصيحته عن العمل.
"عش بشغف، ولا تتوقف أبدًا عن الحلم والعمل. حتى لو كنت تملك الموهبة، فهذا لا يكفي اليوم يمكنني قول ذلك بثقة، لأنني أدرك تمامًا معنى التضحيات. بدون العمل الجاد والتفاني، لن تحقق شيئًا."
بهذه الكلمات يلخص نكودو فلسفته في الحياة واللعب، ويضيف:
"النجاح يبدأ من الأساسيات. علينا أن نؤمن باللاعبين الصغار، لأنهم يمثلون المستقبل. وأعتقد أن لدينا في السعودية جيلًا شابًا موهوبًا وقويًا. لكن الموهبة وحدها لا تكفي. يجب أن يقترن ذلك بالعمل، وبالاستفادة من خبرات اللاعبين الكبار، المحليين والأجانب."
ويرى نجم ضمك أن استقطاب الأسماء اللامعة إلى دوري روشن السعودي، يلعب دورًا محوريًا في تطويره، ووجود لاعبين عالميين يرفع من مستوى المنافسة، ويمنح اللاعبين الشباب نموذجًا يحتذون به.
وعن مستقبل دوري روشن السعودي، يقول نكودو:
"هل سيصبح أحد أفضل الدوريات في العالم؟ هذا ما سيخبرنا به الزمن. لكن المؤشرات إيجابية جدًا الطريق الصحيح بدأ، وإذا واصل الشباب السعودي العمل والاجتهاد، فإن المنتخب سيصبح قويًا في المستقبل..
أما عن كأس العالم 2034، فيختم حديثه متفائلًا:
"مع البنية التحتية الرائعة التي تُبنى حاليًا، والملاعب الحديثة، أعتقد أن مونديال 2034 سيكون حدثًا عالميًا استثنائيًا بكل المقاييس."
في نهاية اليوم، كان واضحًا أن نكودو ليس مجرد لاعب مهاري، بل شخصية محبة للناس، وفخور بجذوره، وطموح لتحقيق المجد مع الكاميرون.
لمشاهدة اللقاء الكامل، الذي يتضمن حديثه عن أجمل أهدافه، تنظيم السعودية لكأس العالم 2034، ومستقبل الدوري، يمكنكم متابعة الفيديو عبر القنوات اليوتيوب: