جرى لقاء هادئ بين التوأم أبو الشامات، وجهًا لوجه في 6 دقائق الموسم الماضي، ابتداء من الدقيقة الـ 75 في مباراة القادسية والخليج، أواخر نوفمبر 2024، بعد مشاركة صالح أبو الشامات، لاعبًا بديلًا محل زميله اليوناني كونستانتيونس فورتونيس؛ لكن توأمه محمد، غادر بعدها ملعب المباراة، ليدخل محله البديل عبد العزيز العثمان.
وسيجري لقاء من نوع آخر بينهما، عند الـ 8:30 مساء اليوم الجمعة، فصالح الذي خفت نجمه قليلًا، سرعان ما أصبح حديثًا مهمًا على المستوى الوطني مع تفوقه بشكل لافت للأنظار بقميص الأخضر، حديثًا.
وبينما اعترف الإسباني ميغيل غونزاليس (ميشيل) أنه فرط به في الموسم الماضي حينما كان الفريق يضم التوأم معًا، قال مهاجم القادسية عبد الله آل سالم في أحدث مقابلاته الإعلامية إن صالح أبو الشامات أفضل لاعب انسجم معه في مسيرته، مع اليوناني فورتونيس. وكان آل سالم زميلهما في الموسم الماضي.
ومن المنتظر أن تحظى جماهير دوري روشن السعودي برؤية الثنائي في صراع كروي، تكون الأنظار مسلطة عليهما بوصفهما لاعبين دوليين، دخلا في نهاية الموسم الماضي للقائمة النهائية ضمن 5 لاعبين مرشحين لجائزة أفضل لاعب واعد.
صعود صاروخي
مر صالح أبو الشامات (23 عاماً) بأشهر حافلة ومثيرة للغاية؛ بعدما انضم في أغسطس إلى الأهلي (بطل آسيا)، وسجل ظهوره الأول مع المنتخب السعودي في الشهر التالي.
وقدم صالح أداءً رائعاً في أكتوبر، ساهم به في تأهل كتيبة هيرفي رينارد إلى كأس العالم 2026، وسجل هدفاً آخر للمنتخب الأسبوع الماضي في المباراة الودية التي فاز فيها "الأخضر" على ساحل العاج في جدة.
شهدت مسيرة صالح قفزات سريعة مذهلة، حتى أصبح يبدو متأقلماً تماماً سواء مع الأهلي أو مع المنتخب السعودي.
التوأم الأعداء
تعتبر مواجهة الأهلي والقادسية حدثاً ساخناً في منزل عائلة أبو الشامات، حيث تتوقف مشاعر التوأم لمدة 90 دقيقة من التنافس.
وتُعد المباراة مهمة جداً للفريقين للحفاظ على آمالهما في اللقب، رغم أن موسم 2025-2026 لا يزال في جولته التاسعة؛ لكن لا أحد بينهما يرغب في الابتعاد أكثر مما هو عليه عن المتصدر النصر.
ويفصل بين الأهلي والقادسية قبل مواجهتهما المباشرة نقطة واحدة ومركز واحد؛ إذ يتواجد صالح وفريقه الأهلي في المركز الخامس بفارق 8 نقاط عن القمة، بينما يحتل محمد مع القادسية المركز الرابع متقدمين بنقطة واحدة.
ويعتبر الفريقان مواجهة الجمعة في جدة، مصيرية؛ لأن كل منهما يرى الفوز ضرورة ولا يمكن لأي منهما تحمل تكلفة الخسارة.
التألق الدولي
أثبت صالح قدرته على التعامل مع المناسبات الكبرى؛ فرغم بدايته الدولية الحديثة في سبتمبر (مباراة الانتصار 2-1 على مقدونيا الشمالية)، أصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة رينارد استعداداً لكأس العرب في قطر الشهر المقبل، وكأس العالم في أمريكا الشمالية الصيف القادم.
وسطع نجم صالح، بشكل لافت في مباريات الملحق الحاسمة ضد إندونيسيا والعراق. وتحديداً أمام إندونيسيا، حين أضاف حيوية هجومية كانت مفقودة، وساهم في حل مشكلة المنتخب في خلق الفرص وتسجيل الأهداف.
ورغم أن دخوله للتشكيلة الأساسية كان مفاجأة للبعض، لكن قدرته على التفاهم والربط مع المهاجمين سالم الدوسري وفراس البريكان أضافت بعداً جديداً لهجوم الأخضر.
وتميز صالح بالتحرك الدائم، والتمريرات البينية الساحرة، واستثمار سرعته لاختراق الدفاعات، مما توج بتسجيله هدف التعادل في تلك المباراة، وكاد يسجل هدفاً ثانياً لولا العارضة.
الثقة والمستقبل
عاد صالح إلى معسكر المنتخب بثقة عالية، تُرجمت بهدفه في مرمى كوت ديفوار (الذي يلعب له زميله في الأهلي فرانك كيسيه)، إذ استغل خطأً دفاعياً وسجل ببراعة القناص.
وتفسر أهداف صالح أبو الشامات، بجانب المهارات واللمسات الفنية التي تنتشر مقاطعها بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، سبب إعجاب المدربين، الألماني ماتياس يايسله والفرنسي هيرفي رينارد بموهبته.
لقد تحول لاعب الوسط الهجومي في غضون أشهر قليلة إلى أحد الأسماء الأولى في التشكيلة الأساسية للنادي والمنتخب.
وينصب تركيز صالح، حاليًا، بالكامل على المواجهة المهمة ضد توأمه محمد في الدوري، قبل أن تتوقف المسابقة من أجل كأس العرب، حيث يُنتظر أن يلعب دوراً محورياً مع توأمه محمد في سعي السعودية لتحقيق اللقب.