منذ أن تولّى البرتغالي جورجي جيسوس القيادة الفنية لنادي النصر، شهد الفريق تحوّلات فنية واضحة انعكست على منظومته الهجومية وشخصيته داخل الملعب.
وأصبح الجناح البرازيلي أنجيلو غابرييل، جزءًا من هذا التحول، فتحول من لاعب بأدوار هامشية، إلى جوهرة حقيقية في النصر صقلها جيسوس بعناية.
تحوّل جذري
من المحتمل أن للإنسجام دور في توهج أنجيلو، فاللعب في الموسم الأول لا يشبه المواسم التالية، لكن لا يمكن تجاهل دور المدرب البرتغالي جيسوس في إعادة تشكيل دور أنجيلو بالكامل.
ويظهر الجناح البرازيلي في قالب أكثر حرية وديناميكية، بحيث يتحرك بين الخطوط، ويغلق المساحات، ويشكّل زيادة عددية في مناطق صناعة اللعب.
هذه الحرية منحت اللاعب القدرة على الدخول للعمق وصناعة التفوق العددي، وتهديد المرمى بتحركات ذكية خلف المدافعين، إضافة إلى استثمار سرعته ومهارته في المساحات الضيقة بعيداً عن الثنائية التقليدية مع الظهير.
لقد أعاد جيسوس تقديم اللاعب، وجعله أكثر تأثيراً على مستوى البناء الهجومي والمهام التكتيكية.
نجاحات أنجيلو
لم يكن تطور أنجيلو مجرد انطباع بصري، بل انعكس على الأرقام والأداء، بعد نجاحه في الوصول لـ 3 مساهمات تهديفية، بتسجيل هدف وتقديم تمريرتين حاسمتين، خلال 7 مباريات شارك فيها هذا الموسم، بعدما أسهم تهديفيًا في 7 أهداف بالموسم الماضي، بـ6 تمريرات حاسمة مع تسجيل هدف واحد، خلال 25 مباراة.
وهنا يظهر أيضًا أنه يشارك في الموسم الحالي في 87.5٪ من مباريات فريقه، مقابل 73.5٪ الموسم الماضي.
الأهم من ذلك كله أنه كان مرشحًا في 3 من أصل 7 مباريات شارك بها لجائزة رجل المباراة، وتوج بالجائزة بالفعل في مباراة نيوم، حينما فك الحصار والضغط عن فريقه الباحث عن الانتصار الثامن تواليًا، بهدفه الافتتاحي الرائع في المباراة.
ثقة جيسوس
يشيع عن جيسوس أنه لا يجامل الأقل جاهزية في صفوفه، لذلك كان خيار الإبقاء على أنجيلو مع النصر بعد تولي المدرب البرتغالي للدفة الفنية في الفريق، أمر باعث على التشويق منذ كانا معًا في المعسكر الإعدادي.
ومنح جيسوس لاعبه البالغ 21 عامًا ما يحتاجه أي لاعب موهوب وهو الثقة والوقت والعمل على التفاصيل الصغيرة، وفي مقدمتها توظيفه جناح يدخل للعمق وليس كلاعب ملازم للخط، وتحسين اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وتلك نقطة شهدت تطوراً لافتًا في أداء اللاعب.
الخط الهجومي
يعتمد جيسوس على ضغط متقدم يفرضه بثلاثي هجومي نشط، وهنا ظهر الدور الجديد لأنجيلو بوضوح.
وجوده على الطرف "سواء الأيمن أو الأيسر" يمنح النصر خيارات أوسع، ويخلق مساحات إضافية لزميليه البرتغاليين كريستيانو رونالدو، وجواو فيلكس، إضافة للسنغالي ساديو ماني.
وأصبح اللاعب جزءاً أساسياً من بناء الهجمات من العمق، بالضغط على حامل الكرة، وخلق التفوق العددي على الأطراف، ونقل الفريق من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بسرعة.
وهنا تحديدًا برزت شخصيته الجديدة التي تميزت بالهدوء، والثقة، والوعي التكتيكي الذي لم يكن ظاهرًا في بداياته مع النصر.
النجم المؤثر
اليوم يقف أنجيلو في واحدة من أكثر فتراته نضجًا، إذ تحوّل من لاعب يستند على موهبته الفردية فقط، إلى عنصر مؤثر في منظومة كبيرة، قادر على تغيير مجريات المباريات، وصناعة الفارق في المناسبات الكبرى.