3 أهداف في مرمى الفريقين.. مباريات لن تنسى

شهد موسم 2023-2024 من دوري روشن السعودي 10 مباريات مثيرة لن تُنسى، إذ سجل طرفي المواجهات العشر 3 أهداف على الأقل في مرمى المنافس؛ في مواجهات ستظل محفورة في الأذهان.

ووقع التعادل بنتيجة 4-4 في مباراة واحدة جمعت النصر بضيفه الحزم، أما الانتصار 4-3 فحدث في 7 مباريات، كما جرى تعادلين بنتيجة 3-3، في نسخة المسابقة التي انتهت أواخر مايو 2024، مع رقم قياسي جديد لأعلى عدد من الأهداف في موسم واحد (909 أهداف)، وكان الربع الأخير من المباريات الأكثر إثارة بتسجيل 238 هدفاً. وسط هذا الكم الهائل من الأهداف والمباريات المثيرة، جرى اختيار المباريات الـ 5 الأصعب للفريقين بين تلك المباريات.

الاتحاد 3-4 الهلال (1 سبتمبر، الجولة 5)

أول مواجهة كبرى في الموسم كانت مثيرة بكل المقاييس. واستضاف الاتحاد، حامل اللقب، فريق الهلال الذي كان متوقعاً أن يكون أحد أبرز منافسيه على اللقب.

ودخل الفريقان للكلاسيكو بسجل خالٍ من الهزائم، مع رغبة في إلحاق الخسارة الأولى بالمنافس. وكان الاتحاد يتصدر جدول الترتيب. ووسط هذه الأجواء الحماسية، كتب الفريقان مباراة تاريخية على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية.

وافتتح الاتحاد التسجيل عن طريق رومارينيو في الدقيقة 16، لكن ألكسندر ميتروفيتش عادل النتيجة بعد أربع دقائق بتسديدة رائعة، مما أنذر بمباراة مثيرة ومتقلبة في وقت مبكر من المواجهة.

وأعاد كريم بنزيما التقدم لأصحاب الأرض في الدقيقة 38، قبل أن يضيف زميله عبد الرزاق حمد الله الهدف الثالث للاتحاد في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول. ودخل حامل لقب دوري روشن السعودي، الاستراحة بين شوطي المباراة، متقدماً بنتيجة 3-1، مع تاريخ لا يحمل أي خسارة في الشوط الثاني من مباريات الدوري بعد التقدم بهدفين، لتشير المعطيات إلى فوز كبير محتمل.

لكن الأمور تغيرت تماماً في الشوط الثاني، إذ قلص ميتروفيتش الفارق في الدقيقة 60، ثم سجل من ركلة جزاء بعد خمس دقائق. وبحلول الدقيقة الـ 71، قلب الهلال الطاولة بشكل مذهل وتقدم في النتيجة، إذ سجل سالم الدوسري هدفاً من تسديدة قريبة.

وحقق الضيوف فوزاً بنتيجة 4-3 ليتصدروا جدول الترتيب على حساب الاتحاد. وبذلك الفوز، أعلن فريق المدرب جورجي جيسوس عن نفسه كمنافس قوي على اللقب.

النصر 4-3 الأهلي (22 سبتمبر، الجولة 7)

دخل النصر الجولة السابعة وهو في المركز السادس، وكانت مواجهته في تلك الجولة أمام الأهلي الذي يتقدمه مباشرة في الترتيب، وعكست تلك المباراة على ملعب النصر، الإثارة المنتظرة من الفريقين مع هدف مبكر للغاية، يُعد الأسرع في تاريخ مواجهات الفريقين، بقدم قائد النصر كريستيانو رونالدو عند الدقيقة الرابعة، بعد استلامه تمريرة زميله ساديو ماني. وذلك الهدف الذي شهد احتجاجًا شهيرا من حارس الأهلي إدوارد ميندي على الأدخنة في ملعب المباراة المنبعثة من الألعاب النارية، زاعمًا أنها حجبت عنه رؤية التسديدة التي جاء منها الهدف.

وضاعف أندرسون تاليسكا تقدم النصر بعد 13 دقيقة، لكن الأهلي قلص الفارق في الدقيقة 30 عن طريق لاعب خط الوسط السابق لميلان وبرشلونة فرانك كيسيه.

واستثمر تاليسكا فرصة للتسديد قُبيل نهاية الشوط الأول، فاستعاد النصر تقدمه بهدفين، بتلك التسديدة الرائعة التي ارتطمت معها الكرة بالقائم قبل أن تسكن شباك الأهلي.

وبعد خمس دقائق من الشوط الثاني، سجل رياض محرز هدف تقليص الفارق مجددًا من نقطة الجزاء ليعطي فريقه الأمل بالعودة؛ ولكن ذلك الأمل لم يدم طويلاً، إذ نجح رونالدو في التمويه على مدافعي الأهلي في قوس منطقة الجزاء قبل أن يسدد بيساره الهدف الرابع لفريقه في المباراة (وكان ذلك الهدف التاسع له شخصيًا في 5 مباريات متتالية).

وقبل دقيقتين من نهاية المباراة، صنع فراس البريكان نهاية مثيرة بتسجيله أول هدف له منذ انضمامه إلى الأهلي قادمًا من الفتح، لكن النصر حافظ على تقدمه في النهاية. وتعادل الفريقان في النقاط، ليصبح كل منهما على بعد ثلاث نقاط من صدارة الترتيب.

الطائي 4-3 الرائد (24 نوفمبر، الجولة 14)

في لقاء الطائي والرائد ضمن الجولة الـ 14، أشارت النتيجة إلى تقدم الرائد بنتيجة 3-1 عند حلول الدقيقة الـ 90، أما لوحة الحكم المساعد فأشارت إلى 10 دقائق من الوقت بدل الضائع، وذلك الوقت شهد ما لا يصدق، إذ انتهت المباراة 4-3 لمصلحة الطائي في المباراة الخالدة على ملعب الأمير عبد العزيز بن مساعد في أواخر نوفمبر.

بدأ فريق الرائد المباراة بشكل رائع، إذ سجل جوليو تافاريس ركلة الجزاء في الدقيقة 12 وسجل يحيى سنبل هدفاً آخر ليتقدم الفريق بهدفين.

وقبل نهاية الشوط الأول، قلص برنارد مينساه الفارق للطائي عبر ركلة الجزاء، ثم سرعان ما استعاد الرائد تقدمه بهدف من كريم البركاوي.

.

وتسجلت 3 أهداف بعد الدقيقة الـ 90 لمصلحة فريق الطائي، ابتداء من الخطأ لمدافع الرائد عبد الله الفهد، الذي حول الكرة إلى مرمى فريقه، قبل أن يتعادل الطائي بركلة جزاء سجلها مينساه.

وقبل أن يستوعب الرائد صدمة التعادل، جاءت الضربة القاضية عبر تسديدة قوية من لاعب خط الوسط الهولندي فيرجيل ميسيدجان من مسافة بعيدة اصطدمت بأحد المدافعين قبل أن تعانق الشباك وتمنح فريقه فوزاً مفاجئاً.

وخطف الطائي النقاط الثلاث للمباراة، بأهدافهم الثلاثة في الدقائق 92 و99 و100.

الوحدة 3-3 التعاون (29 فبراير، الجولة 22)

في مدينة الملك عبد العزيز الرياضية، افتتح صاحب الأرض فريق الوحدة مواجهته أمام التعاون بالتسجيل في الدقيقة 20، عندما انقض الهداف المخضرم أوديون إيغالو على كرة ارتدت إليه من حارس التعاون الذي تصدى لرأسية علي مكي، وسددها باتقان في شباك الضيوف. ولم يدم تقدم الوحدة سوى ثماني دقائق، بعد أن اختتم موسى بارو هجمة مرتدة ذكية بتسديدة بارعة بقدمه اليسرى.

واستعاد الوحدة التقدم، عندما وجد فيصل فجر تمريرة رائعة من زميله علي مكي، وسدد كرة ارتطمت بالعارضة اليمنى للحارس مايلسون واتجهت للعارضة اليسرى التي حولتها إلى الشباك.

وأثبت التعاون أنه لن يستسلم للخسارة في المباراة، فسجل قبل نهاية الشوط الأول، بعرضية من صاحب الهدف الأول موسى بارو لماتيوس كاسترو الذي حول الكرة برأسه لمرمى الوحدة.

وتقدم الوحدة بالنتيجة للمرة الثالثة قبل 16 دقيقة من النهاية، إذ جرى احتساب ركلة جزاء بعد الاستعانة بتقنية الفيديو لمصلحة أصحاب الأرض بعد لمس كاسترو للكرة بيده داخل منطقة التعاون، وسجل إيغالو بنجاح من ركلة الجزاء.

وكتب كاسترو أحد أبطال هذه المباراة، نهاية تلك القصة. قبل أربع دقائق من نهاية المباراة، حين حول عرضية فلافيو برأسية رائعة ليمنح فريقه التعادل.

النصر 4-4 الحزم (29 فبراير، الجولة 22)

عندما استضاف النصر صاحب المركز الثاني فريق الحزم الذي كان في قاع الترتيب، لم يكن أحدًا يتوقع ما شاهده في المباراة، أن يتقدم النصر 4 مرات في نتيجة المباراة ويعادله الحزم في كل مرة، حتى حين سجل النصر هدفه الرابع المتأخر في التوقيت بعد 4 دقائق من النهاية، عاد الحزم بعدها بـ 5 دقائق ليسجل التعادل، في مباراة اضطر كريستيانو رونالدو لمتابعتها من المدرجات بفعل الإيقاف مباراة واحدة.

وبعد نصف ساعة أولى بدون أهداف، افتتح تاليسكا التسجيل لفريق لويس كاسترو في الدقيقة 31 من ركلة جزاء. لم يكن البرازيلي يعلم أنه سينهي المباراة بهاتريك، ولكن ليس بالفوز.

وعادل الحزم النتيجة بعد ثماني دقائق من الشوط الثاني، من ركلة زاوية وصلت إلى أحمد المحيميد الذي سجل برأسه في شباك النصر.

سرعان ما استعاد النصر التقدم من خلال تاليسكا، الذي أضاف اللمسة الأخيرة لهجمة رائعة ليسجل هدفه الثاني في المباراة. ومع ذلك، مضت خمس دقائق فقط، حتى عادل توزي النتيجة للضيوف مرة أخرى.

ولم تكن هذه المرة الأولى - ولا الأخيرة - التي تتقلب فيها المباراة، حيث أكمل تاليسكا الثلاثية (الهاتريك) في الدقيقة 71، مسجلاً هدفه الـ 16 في دوري روشن السعودي خلال الموسم.

ولكن الحزم قاتل للعودة. وفي الدقيقة 84، أظهر فايز سليماني براعة رائعة في تسجيل هدفه، مما منح الفريق الذي يواجه الهبوط شريانا للحياة، إلا أن النصر بدد هذه الآمال كما بدا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.

وسدد ماني ركلة جزاء بنجاح، واعتقد النصر، الذي كان متأخراً حينها بست نقاط عن متصدر الدوري الهلال، أنه خطف الفوز. ومع ذلك، وجد الحزم طريقة للعودة إلى المباراة مرة أخرى، حيث سجل المدافع باولو ريكاردو في الدقيقة 99 ليخيب آمال أصحاب الأرض ويعزز آمال ناديه في البقاء.