بين صيحات الفرح التي دوّت في القارة، وصافرة الانطلاقة في دوري روشن السعودي، يعود الأهلي إلى مسرحه المحلي متوشحًا بذهب آسيا، حاملاً كأس النخبة ومحملًا بطموحات لا تقل أهمية عن إنجازه القاري.
يستأنف الأهلي مشواره بمواجهة أمام التعاون غدًا الأربعاء، استكمالاً للجولة الـ 30، وذلك في أول ظهور للفريق بعد تتويجه التاريخي بلقب كأس آسيا للنخبة. ويدخل الأهلي اللقاء بروح عالية بعد التتويج القاري، ساعيًا إلى تحويل الزخم المعنوي الذي اكتسبه من الإنجاز الآسيوي إلى استمرار في النتائج الإيجابية على الصعيد المحلي، خاصة وأنها أمام خصم عنيد لطالما شكل له تحديًا في المواسم الأخيرة.على الطرف الآخر، يقف التعاون كمنافس عنيد، يقوده عبدالله العبدلي، المدرب الذي تسلم الدفة في لحظة صعبة، فحولها إلى فرصة، واستخرج من الفريق توازنًا جديدًا، وعقلية قادرة على المواجهة.
الأهلي يدخل اللقاء بمعنويات عالية، بعدما حقق 3 انتصارات متتالية في الدوري، ويأمل في الوصول للفوز الرابع، وهو رقم لم يبلغه منذ بداية العام. كما أن الفريق سجل في آخر 14 مباراة على التوالي، ويقترب من معادلة رقمه السابق 15 مباراة متتالية بالتسجيل في 2021.
التاريخ أيضًا يميل للأهلي في هذه المواجهة، بعد أن انتصر في آخر 3 مباريات ضد التعاون، محققًا أطول سلسلة انتصارات له أمامهم في تاريخ المسابقة. لم يسبق لأي من الطرفين أن كسر حاجز الأربع مباريات انتصارًا متتاليًا أمام الآخر، ما يجعل من هذه المواجهة معركة كسر السلسلة.
وبينما يحتفل جمهور الأهلي بإنجاز محرز الذي أصبح أكثر من صنع أهدافًا في موسم واحد للنادي بـ13 تمريرة حاسمة، وفي الموسم الماضي، صنع 23 هدفًا وخلق 185 فرصة، متفوقًا بعدد كبير على أقرب منافسيه.
في الجانب الآخر، يظهر التعاون بشخصية جديدة تحت قيادة عبدالله العبدلي، فالرجل نجح في قيادة الفريق بالفوز بـ3 من آخر 5 مباريات خارج أرضه، واصفًا تجربته بأنها: "تجربة صعبة في وقت حسّاس"، ولكنه استطاع أن يعيد التوازن لفريق كاد أن يفقد هويته.
العبدلي لا يقدم نفسه كمدرب يبحث عن مفاجأة أمام الأهلي، بل كرجل يخطط لتحدٍ منطقي يتناسب مع إمكانيات النادي.
كما يقول: " "لا أعتبر الطموح مجرد أمنيات، النجاح الحقيقي يأتي عندما تصبح أهدافك واقعية وتتناسب مع قدرات النادي. الفوز ليس دائمًا هو مقياس النجاح، النجاح الحقيقي هو أن تبني مشروع ويظل أثره واضح."
لن يكون العبدلي متوجسًا من لقاء الأهلي، على اعتباره القائد الفني للفريق المنافس لبطل آسيا في أول مواجهاته.
قال العبدلي عن الضغوطات: "إن الضغوطات جزء من عملنا. والفريق الذي يملك هوية خاصة به، يستطيع مواجهة الجميع".
وحافظ العبدلي على الانضباط الدفاعي الذي بناه سلفه الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، ولا يزال التعاون ضمن الفرق الثلاث الأقل استقبالًا للأهداف.
ويتميز التعاون أيضًا أنه الفريق الوحيد هذا الموسم الذي لم يستقبل هدفًا من خارج المنطقة.
وعند ذكر الأهداف من التسديدات البعيدة، سيكون مرمى الأهلي الأكثر استقبالًا لأهداف التعاون من خارج منطقة الجزاء عبر تاريخ الفريق في الدوري السعودي للمحترفين، فلم يسجل التعاون في أي منافس آخر القدر نفسه من الأهداف البعيدة التي أحرزها في الأهلي، وعددها 12 هدفًا.
الأهلي بلا شك، يأتي بزخم الإنجاز وروح البطولة، بينما يدخل التعاون بذهنية مدرب يرى في التفاصيل الصغيرة فرصة لإرباك الخصم الكبير.
وفي قلب المشهد الكروي السعودي، وبين مشاعر التتويج الآسيوي وترقب العودة للدوري المحلي، احتفل الأهلي بلقب قاري طال انتظاره، بينما يُعد محمد العبدلي فريقه التعاون ليكون حجر العثرة الأول أمام بطل آسيا.
هي ليست مجرد مباراة، بل لوحة فنية تحمل توقيع محرز من جهة، وتوقيع مدرب صامت من جهة أخرى، يسعى الطرفان لترك أثر في ليلة ما بعد الكأس.